الأربعاء، 27 مارس 2013

اختبار جودة العسل ومعرفة نوعيته :

يعاني الكثير من مستهلكي العسل من الغش عند شراءهم العسل وذلك باحتيال ضعفاء النفوس بإضافة مادة للعسل لإكثاره أو عبر التغذية غير الصحيحة للنحل.
الدكتور/ إبراهيم عبد الله العريفي الحاصل على الدكتوراه في الخواص العلاجية للعسل ومنتجات النحل، تحدث عن الطرق التقليدية لفحص العسل مثل، استخدام عود الثقاب، أو وضع نقطة من العسل على الرمل، أو وضع نقطة من العسل على ورق الصحيفة، أو رفع جزء من العسل بالملعقة، أو وضع العسل في الثلاجة... إلى غير ذلك موضحا أن كل تلك الطرق اجتهادية، وأن العسل يحتوي على 181 مادة غالبيتها علاجية. وإن الطريقة الوحيدة لمعرفة الغش في العسل هي التحاليل المخبرية العلمية إذ يتم من خلالها إثبات هل العسل طبيعي، أو أنه تعرض لعمليات غش أو تغذية صناعية بأحدى السكريات أم لا؟، والطرق التقليدية تحدد نسبة الرطوبة فقط.
وقال من منطلق علمي فأن تلك الاختبارات اجتهادات وتخمينات لا تعتمد على أساس علمي لتحديد الجودة ولكن تحدد صفة من صفات العسل، فعسل النحل عندما تكون رطوبته عالية فانه سوف يختلط مع الرمل ولا يتكور وينقطع إذا رفع جزء منه بالملعقة، وكذلك وضعه على ورق الصحيفة أو أي ورق شفاف فان الورقة سوف تتبلل، إذا هذه الاختبارات جميعها حددت لنا شيئا واحدا فقط هو نسبة الرطوبة (الماء) وهي لا تكفي كمقياس لجودة العسل فقد يحدد الإنسان مدى نضج العسل (نسبة الرطوبة) من الرؤية أو تحريك (البرطمان) بدون اللجوء إلى مثل هذه الاجتهادات. وأوضح: أن الطرق التي يتداولها الناس (القديمة) تختلف من نوع لآخر من العسل فعلى سبيل المثال هناك نوع فاخر يسمي (قوقازي) أو عسل (المجري) وهو متبلور كتلة واحدة كالزبدة فهذا النوع لا تنطبق عليه معظم الاختبارات التي يتداولها عامة الناس على الرغم من أنه من أفخر أنواع العسل.

بينما رأى أن الطعم والرائحة واللون من الصفات الطبيعية (الفيزيائية)، ولها دور في تحديد بعض خصائص العسل مثل المصدر الزهري قد يتضح من اللون والرائحة والطعم. فعسل السدر له طعم ولون ورائحة تميزه عن غيره من الأنواع الأخرى كما أن اللون والطعم والرائحة تحدد تعرض العسل لعمليات التخمر والتي تعطي الطعم الحامض للعسل ورائحة التخمر المعروفة، وهكذا. وعن تأثير التعبئة على جودة للعسل، قال الدكتور العريفي:«إن أساليب بعض تجار العسل والنحالين في الغش تفقد عسل النحل خواصه وتتلف قيمته الغذائية. فعسل النحل يحتوي على 181 مادة أغلبها ذات خواص علاجية كما صنفت ذلكEvacran.(1979)».
وأضاف:«البعض يتدخل لإزالة خاصية طبيعية فيه مثل التبلور أو لمنع حدوثها. ومن هذه المعاملات التي ينبغي على المستهلك الانتباه لها قبل عملية الشراء التجميد والتسخين».

- التجميد يتلف الأنزيمات
ويؤكد الدكتور العريفي أن التجميد، وضع العسل في الفريزر (ـ 18م ْ) أي تحت الصفر المئوي طريقة خاطئة، فوضع العسل في «الفريزر» يجعله يتعرض لدرجات تبريد منخفضة تفقده الأنزيمات مثل التسخين على 100مْ ويحطم بعض المركبات العلاجية فالعسل يحتوي على أنزيمات هامة مثل الدياستيز والانفرتيز والجلوكوز أو كسيديز وغيرها من الأنزيمات فالتجميد مثل التسخين يتلف هذه الأنزيمات وننصح بعدم وضعه في «الفريزر» (المجمد) وإذا أراد أن يثبت جودته فعليه بالتحليل المخبري. كما يلجأ بعض تجار العسل والنحالين بعد فرز العسل من الشمع بوضعه في «الفريزر» لغرض منع حدوث التبلور مستقبلا ولكن ذلك يتلف خواصه العلاجية. فماذا استفاد المستهلك بل خسر المبالغ المالية التي ستدفع لهذه النوعية من العسل. وهاتان التجربتان أو المعاملتان من قبل المستهلك والنحالين المتمثلة بالتجميد هي تدور حول محور التبلور وهو ما يطلق عليه عامة الناس التجمد.

- التسخين بقصد الغش
يلجأ بعض تجار العسل الى أسلوب التسخين بقصد إزالة التبلور أو تغيير لون العسل إلى اللون البني الداكن (عنبري داكن) بقصد الغش أو ادعاء مصدر آخر للعسل كعسل الطلح أو الشوك. وقد يلجأ لذلك في المصانع لتسهيل عملية التعبئة والبسترة لتعقيمه من الخمائر والفطريات ومنع التبلور. ويضيف: «أود أن أنبه أن تسخين العسل الشديد يتلفه ويحوله من عسل صالح للاستهلاك وعلاجي إلى عسل غير صالح للاستهلاك الآدمي لماذا؟ لرفع مادة الهيدروكسي ميثيل فورفورال H.M.F. وهذه المادة ناتجة من تأكسد سكر الفركتوز في وجود حمض وحرارة وهي ضارة للصحة كما يؤثر التسخين الشديد بإتلاف الأنزيمات في العسل والتي لها خاصية علاجية.

ولبعض المركبات مثل فوق أكسيد الهيدروجين H2O2 وغيرها من المركبات العلاجية فيتحول العسل إلى مادة غير مفيدة من ناحية علاجية بل قد تكون ضاره. إذا التسخين الشديد والتجميد وجهان لعملة واحدة من حيث التأثير على عسل النحل من الناحية العلاجية».

- الحبيبات من خصائص العسل
وعن ظاهرة التبلور، يقول استاذ الخواص العلاجية للعسل: «ما يطلق عليه عامة الناس التجمد إنما هو من خصائص العسل الطبيعية، وليست دليلاً على تغذية النحل بالسكر كما يظن البعض».



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق